الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

بالفيديو الطفلة "حياة".. ندوبٌ جسدية ونفسية تُخلّد ذكرى المجزرة 

حجم الخط
حياة.png
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء: 

في غرفة صغيرة مشتركة في مستشفى غزة الأوروبي، ترقد حياة الخولي التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، تحمل على جسدها ندوبًا جسدية ونفسية عميقة، تُخلّد ذكرى قصف إسرائيلي دكّر منزلها وقتل جميع أفراد عائلتها.

لا تعرف "حياة" شيئًا عن مصير شقيقتها "إيمان" التي بُترت ساقها جراء القصف، وتتلقى العلاج في مستشفى بالعاصمة القطرية الدوحة.  

تساؤلات 

"أين إيمان؟ أين أمي وأبي؟ أين أخي؟" تسأل "حياة" الكفيلة بلهفة، لكنّ الكفيلة تُجيبها في كلّ مرة بأنّهم سافروا إلى الخارج لتلقي العلاج، دون أن تُفصح عن المزيد.

قبل أربع أشهر تقريبًا، بينما كانت "حياة" تُشارك عائلتها وجبة العشاء من "المكرونة"، هزّ انفجارٌ هائلٌ نجم عن قصف إسرائيلي أرجاء منزل عائلتها بمنطقة عسقوله وسط غزة، ليُحوّل حياتها إلى جحيمٍ لا يُوصف. 

فقدت حياة وهي طفله متوسطة الطول وتتحدث بصعوبة شديدة بفعل الصدمة، في لحظاتٍ خاطفة والدها ووالدتها وشقيقها وعماتها وخالتها وجدها وجدتها وجميع أعمامها، تاركين إياها وحيدةً في هذا العالم.

ورددت الطفلة الفلسطينية بصعوبة أمام الكاميرا "أنا حياة الخولي، عمري 6 سنوات: وأتعالج في المستشفى: واستني (انتظر) ماما وبابا وأخواتي".

الأطفال والثمن الباهظ

ويدفع الأطفال الفلسطينيون ثمنا باهظا لحرب الاحتلال على غزة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكثر دموية وشدة في القرن الواحد والعشرين، على غزة، وتنشر أكثر المشاهد فظاعة من القتل والترويع والتجويع للسكان المدنيين في القطاع.

وقبيل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، أما الآن فقد ازدادت كثيرا حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي- الاجتماعي.

وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الأطفال الشهداء بلغ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى 10 أذار/ مارس الجاري، نحو 13 ألف من بين أكثر من 31 ألفا. 

وتظهر هذه الإحصائيات الصادمة والتي ترتفع على مدار الساعة أن أطفال غزة يجدون أنفسهم في صدارة ضحايا الحرب المستمرة منذ 160 يوما.

الكفلاء

ووسط محنة الحرب المروعة، يتقلد الكفلاء أدوارا لافتة وسط ظروف معيشة باهظة لرعاية الأطفال الأيتام الذين فقدوا أباءهم أو أمهاتهم أو كلاهما جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

تقول كفيلة حياة تغريد الخوالي: إن "حياة وجميع الأطفال في عمرها في قلوبهم رعب وخوف دفين جراء قصف بيوتهم وفقدان معظم أفراد عائلاتهم".

وتصف الخولي (42 عاما) لوكالة سند للأنباء الواقع الجديد الذي تعيشه "حياة" بـ"المروع وغير الإنساني، من الناحية المعيشية والنفسية والاجتماعية".

وتوضح وهي تكشف عن جسد حياة امام الكاميرا لإظهار أثار الحروق أن "إدارة المستشفى أبلغتهم بأن علاج حياة انتهى وعليهم أن يخرجوا من المستشفى وهي لا تعرف أين تذهب بعد استشهاد جميع أفراد عائلة حياة". 

وتشير الكفيلة الخولي إلى أن حياة لا تتوقف عن السؤال عن والدتها ووالدها وشقيقها وشققتها وجسدها وعماتها وخالتها وإجابتي واحدة سافروا يتعالجوا ورح يرجعوا الشهر الجاري. 

وتبين أنه على الصعيد الاجتماعي تفقد حياة للأجواء الأسرية فلا أحد يزورها بالمستشفى لأن جميع أعمامها وعماتها وخالتها وأبناءهن استشهدوا على الفور جراء قصف منزلهم آنذاك.   

وتشير تقارير أممية إلى أن عدد الأطفال الأيتام في قطاع غزة يتخطى 17 ألفاً منذ بداية الحرب مع انعدام القدرة على توثيق كل الحالات.  

كوابيس مُخيفة

ورغم نجاة حياة بأعجوبة من القصف، لكنّ جسدها لم يسلم من الحروق البالغة التي غطّت معظم أجزائه. وتمّ نقلها وشقيقتها إيمان إلى مستشفى الشفاء في البداية ثم إلى مستشفى غزة الأوروبي في جنوب قطاع غزة، حيث تلقت العلاج منذ ذلك الحين وفق ما تقول الكفيلة تغريد الخولي. 

وتضيف الخولي "تُحاول حياة التأقلم مع حياتها الجديدة، لكنّ ذكريات الماضي الأليمة تُلاحقها في كلّ لحظة. في الليل، تُعاني من كوابيسٍ مُخيفة تُعيدها إلى لحظات القصف المُروّعة.

وتابعت "ترى حياة في أحلامها منزلها المُهدّم وعائلتها المفقودة هي تخبرني بذلك عندما تفزع، كما تُعاني من نوباتٍ من الهلع والبكاء أيضًا".

تخشى الكفيلة الخولي إبلاغ حياة بحقيقة مصير عائلتها، وتقول "كل ما أمهد لها واقترب من ذلك ينفطر قلبي واتوقف عن ذلك". 

وتضيف "اتفقت مع حياة نصوم رمضان مع بعض. وإن شاء الله بتخلص الحرب ونرجع على دورنا في غزة".

وتُمثّل قصة "حياة" مأساةً إنسانيةً تُعكس واقع المحرقة الإسرائيلية في قطاع غزة، التي خلّفت وراءها آلاف الضحايا من الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم.